محاضرات: فلسفة التسويق (أ.طارق قندوز)
محاضرات: فلسفة التسويق (أ.طارق قندوز)
قد يكون علم التسويق من العلوم التي لا يعرف عنها أغلب الناس الشيء الكثير، فالتسويق من العلوم الحديثة التي نشأت وتطورت في أمريكا. وقد يخلط معظم الناس بين البيع والتسويق فتجدهم يقولون إن التسويق هو عملية البيع والشراء، فهم يعتقدون أن التسويق هو الخداع وتصريف البضاعة بأي طريقة، وبعضهم يربط التسويق بالكذب وإعطاء المعلومات الخاطئة من أجل بيع السلع.
إن الواقع المؤسف الممارس من قبل بعض التجار أعطى هذا الانطباع الخاطئ. فالتسويق من العلوم المهمة لتطوير اقتصادات الدول وإعطائها الأفضلية بين الأمم.
إنّ التسويق هو العلم الذي يبحث عن حاجيات العميل ورغباته، وتحديد الجمهور المستهدف لمنتجات الشركة وتصميم المنتجات المناسبة لهذا الجمهور وعمل البرامج والإستراتيجيات التسويقية للوصول إليهم.
فالتسويق ليس وظيفة من وظائف الشركة الكثيرة فحسب، بل هو فلسفة تقود سياسات الشركة. فالهدف من التسويق هو خلق عملاء سعداء مع منتجات الشركة يرغبون في التعامل المستمر، مما تنتج عنه أرباح للشركة وللعملاء. ولتحقيق أهداف الشركة يجب أن يتعامل جميع أقسام الشركة المختلفة مع قسم التسويق، وأن يسعوا كفريق واحد لهدف محدد.
إن التسويق هدف كل شخص بغض النظر عن موقعه في الخارطه التنظيمية في الشركة، فالمدير العام وحارس الشركة كلاهما يؤثران في تجربة العميل مع الشركـة. فالعميل لا يجري تجربة مع الشركة، فعندما يجد جفاء ومعاملة سيئة من حارس الشركة، فإن هذا يؤثر في تعامله مع الشركة ككل.
إنّ الشركة المتميزة هي التي لا تستطيع كعميل التمييز بين من يعمل بقسم التسويق ومن يعمل بالأقسام الأخرى؛ لأن الكل يسعى إلى تحقيق سعادة العميل ورضاه. فالتسويق من حولنا ومعنا، فنحن كمستهلكين نعيش طوال يومنا مع التسويق، فننام ونصبح معه، فعند نومنا ننام على سرير أثير ذي ماركة معينة، وعندما نصحو نصحو على صوت المنبه ذي الماركة اليابانية، ونذهب إلى العمل بالسيارات الأمريكية، وهكذا تجدنا نعيش مع التسويق سواء عرفنا أم لم نعرف؟.
وما دام التسويق حولنا ومعنا، فيجب أن نعرفه ونعرف أهميته، فالتسويق ليس موجوداً في الشركات الكبيرة فقط، بل حتى في الشركات الصغيرة، فالطبيب والمحامي والمحاسب والشخص العادي كلهم في حاجة إليه لينظم عملية الطلب على خدماتهم. وهناك مدن اشتهرت وحازت على الشهرة العالمية باستخدامها الأمثل للتسويق بطرق علمية ومهنية،
وتحتاج إلى التسويق الدول والسياسيون والأماكن والأشخاص، فالشركات السعودية بحاجة إلى التسويق لتحديد جمهورها المستهدف وتجزئة السوق واختبار وضعها التنافسي، ومعرفة تحديد السعر المطلوب لسلعها وخدماتها لجعلها مقبولة لدى عملائها، ووضع السياسات المناسبة لجعلها متوافرة للعملاء، ويجب عليها معرفة كيفية جذب المستهلك إلى سلعها وخدماتها.
والطلاب أيضاً في حاجة إلى معرفة المزيد عن علم التسويق ليخدمهم كعملاء وكمواطنين وباحثين عن عمل عند تخرجهم بغض النظر عن تخصصهم، فهم بحاجة إلى التسويق للبحث عن الوظيفة الملائمة وإيجاد الفرصة المناسبة.
للمزيد
ليست هناك تعليقات